هو "القاموس المحيط، والقابوس الوسيط، الجامع لما ذهب من كلام العرب شماطيط"، من أشهر معاجم اللغة العربية؛ إذ بلغ من شهرته أن كثيرًا من الناس أصبحوا يستخدمون كلمة قاموس مرادفة لكلمة معجم.
ألَّفه الإمام اللغوي مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الفيروزآبادي المتوفي سنة 817 هـ.
يقوم القاموس المحيط على نظام التقفية، أي ترتيب الكلمات والألفاظ بحسب أواخر حروفها بعد تجريد اللفظ من أحرف الزيادة، وذلك لثبات لام الفعل في الكلمة بينما تدخل الزيادات على أول اللفظة في أحوالها المختلفة.
ولم يبلغ معجم من المعاجم منذ تاريخ التصنيف العربي للمعاجم والقواميس ما بلغه القاموس المحيط من حيث شيوع استعماله وكثرة تداوله، فقد عد منذ بداية وجوده معجم العلماء والأدباء، ومرجع المختصين في التفسير والحديث والفقه والأدب، وفي العلوم المختلفة، وبقي المعجم الأول حقبًا طويلة من الزمن حتى نازعه هذه المكانة لسان العرب وأصبح المرجع اللغوي الأول في الأوساط العلمية والهيئات الأكاديمية.
"لسان العرب" يعتبر أشهر المعاجم العربية بلا منازع بعدما فاقت شهرته شهرة "القاموس المحيط"؛ لضخامة مادته، ولاشتماله على مجموعة كبيرة من الشواهد الصحيحة التي استقاها من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ومن أمثال العرب وأشعارها.
ألَّفه محمد بن مكرم بن علي بن منظور الأنصاري الرويفعي الأفريقي المتوفي سنة 711 هـ.
صرح ابن منظور في مقدمة كتابه أنه مرتب ترتيب "الصحاح للجوهري": فهو مرتّب على نظام: أواخر الأصول، فيبدأ أوّلًا بالكلمات التي آخرها: (ألف) وأولها (ألف) مثل (أبأ) وهكذا إلى أن ينتهي، وأما حروف العلى فقد أفردها في فصل مستقل. وقد بدأ المؤلف أولًا في تفسير الحروف المقطعة ثم باب: ألقاب الحروف وطبائعها وخواصها، ثم شرَع في استقصاء الكلمات.
يضُمّ الكتاب أكثر من ثمانين ألف مادّة؛ وهو بذلك أوسع المعاجم على الإطلاق، ويهتم ابن منظور في كتابه بغريب اللغة. وهو من أغنى المعاجم بالشواهد، وهو جيد الضبط، يعرض الروايات المتعارضة، ويرجح الأقوال فيها. ويذكر المعجم ما اشتق من اللفظ من أسماء القبائل والأشخاص والأماكن وغيرها. ويعتبر هذا المعجم موسوعة لغوية وأدبية لغزارة مادته العلمية واستقصائه واستيعابه لجلّ مفردات اللغة العربية.
هو "تاج العروس من جواهر القاموس"، أضخم معاجم اللغة العربية حتى وقت كتابته ونشره تم جمعه في خمسة وثلاثين مجلدًا. وهو في الأصل شرح لمعجم القاموس المحيط للفيروزآبادي. ويقول عنه المستشرقون أنه آخر المد اللغوي في المعاجم العربية، وبعده توقفوا في هذا المجال.
ألفه محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق، ينتهي نسبه إلى أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وشهرته المرتضى الزبيدِيِّ المتوفي سنة 1205 هـ، واستغرق وضع الكتاب أربعة عشر عامًا.
وهو معجم يأخذ بآواخر الكلمات، أي يأخذ بالحرف الأخير من مصدر الكلمة ثم الحرف الأول ثم الثاني، وهو نفس الترتيب الذي ورد في القاموس المحيط.
تتفق آراء أهل الاختصاص في التراث العربي على أن من يريد الاطلاع على الثقافة العربية في تاريخها ومناهجها وأعلامها وبلدانها وطبقاتها، والوقوف على الحياة الاجتماعية والعقلية الثقافية، الممثلة لوجهها الحضاري، فلن يحقق له هدفه إلا كتاب "تاج العروس في جواهر القاموس" للزبيدي.